الرجل العقرب
يصح في هذا الرجل المبدأ القائل : درهم وقاية خير من قنطار علاج . هذه العبارة هي بمثابة نصيحة منـّا لجميع المتعاملين مع رجل برج العقرب بوجه عام وللمرأة بوجه خاص . من الخير لها أن تتسلح بدرع واق قبل محاولة التعرض له من قريب أو بعيد لأن في
التعرض له خطر الانفجار أو الاحتراق المعنوي على الأقل . من الصعب على أي ٍ كان تصديق مثل هذا الكلام في الوقت الذي يبدو فيه هذا الإنسان على هذا النحو من الهدوء والسكينة . لكن شتان ما بين ما يظهره وبين ما يخفيه . إن ما يظهر منه ليس سوى قناع مُزيّف يُقصد منه تضليل الآخرين أما ما يُخفيه فهو حقيقته التي تتلخـّص بكلمة واحدة هي : الانفعال .
نعود إلى علاقة هذا الإنسان بزوجته فنجد أنها تــقوم على أساس السيادة من جهته والطاعة من جهتها . ذلك هو المبدأ الذي لا يحيد عنه في حياته العاطفية . وهي – أي زوجته – بقبولها ذلك المبدأ تحصل على مميزات لا تـنالها أية امرأة أخرى في الحب . يكفي أن تعلم أن السعادة والرضى تـُحوّلان زوجها من عقرب سام إلى نسر عظيم يُحلق في الأجواء لا وحده بل برفقتها دائماً , وأن في استطاعته أن يُعرّفها إلى أسرار ومفاتن يجهلها جميع الذين يفتـــقرون إلى معدنه وطينته العظيمتيــن
الرجل الأسد
ليس بالخبز وحده يعيش رجل برج الأسد . هذه الحقيقة يجب ألا تغيب عن ذهن شريكة عمره إذا أرادت له حقاً حياة كريمة مملوءة بالسعادة والرضى
ولتعلم أن أهم العوامل التي يتغذى بها على الصعيدين النفسي والجسدي هي الحب والاحترام والثناء . ولتكن دائماً على حذر من مظهره الوديع لأن وراءه روحاً أبيّة لا تـُمَس , وإذا مُسّت ردّ بعنف وتحدّ غير متوقعين . رجل برج الأسد مع المرأة خلوق عاطفي ومتسلط في آن واحد , يتمتع بطاقة حب عظيمة قابلة للتفجر عند أول إشارة . إذا لم يستطع التنفيس عنها ذبل وأوحى بأنه يعيش مأساة حقيقية . وإذا أسعفه الحظ ولقي رفيقته المثالية انقلب إلى بركان حيّ يطلق حمم الغرام والإعجاب والبذخ
وسائله مع الحبيبة وسائل ملتهبة , ودعوات متلاحقة , وهدايا فاخرة , وغير ذلك من المغريات التي يصعب بل يستحيل مقاومتها . مقابل ذلك لا بد للمرأة التي تحصل على مثل هذا الحب العظيم من أن تدفع ثمنه من حريتها وأعصابها أحياناً . ذلك بأن رجل برج الأسد أشبه بالسجّان وإن كان سجنه من ذهب . إنه يغار على حبيبته من جميع الرجال , ويتدخل في شؤونها الكبيرة والصغيرة , ولا يتردد في إظهار العنف إذا راوده الشك في سلوكها وإخلاصها . بالنسبة إلى زوجة هذا الرجل عليها أن تـُظهر له الطاعة , وأن تـُبدي إعجابها به , وأن تـُغمض عينيها عن مركب العظمة الذي يبدو فيه بوضوح , وأن تـُواجه حماسه واندفاعه بالرزانة والتعقل . من الأمور التي يرفضها رجل برج الأسد بإصرار عمل الزوجة في الخارج
ولعل سبب ذلك خشيته المنافسة . بالمقابل لا يتردد في إظهارها أمام الأصدقاء وهي على أتم هندام وزينة مما يُشعره بالسعادة والفخر . إلى جانب ذلك تـتسم معاملته لها دائما ً بالنبل والكرم والحماية . حياتهما الاجتماعية ملآنة وإن كان يمارس حياة العزوبية بين الفينة والأخرى فيخرج عندئذٍ مع الأصحاب إلى مقهى أو مطعم أو غيره . مشكلته الأساسية المقامرة والمغامرة بالمال . وعلى زوجته أن تعمل ما في وسعها ليبقى بعيداً عن المزايدات والبورصة وكل ما يشكل خطراً على أوضاعه الاقتصادية . ليس التبذير هوايته الوحيدة لحسن الحظ فهو ميكانيكي من الطراز الأول يفهم الآليات والمحركات وغير ذلك . حقل الكهرباء لا يُستعصى عليه وكذلك النجارة ومشتـقاتها , حتى البناء . وقد يصل به الأمر إلى حد صنع مفروشات البيت أو بناء غرفة إضافية . في الحفلات يُعتبر عنصر تسلية ومرح . لكن الهزاز لا يُفقده شيئاً من كرامته وقدره . وبما أنه يُحب الجمال ويُقدره حق قدره يبدو أحياناً مشغولاً عن زوجته بتأمل الوجوه الحسنة . لكن تصرفه هذا يخلو من سوء النية ولا يُشكل سبباً للغيرة . على كل حال ابتسامته المشرقة وقلبه الطيب كفيلان بمحو هفواته سواء عند زوجته أو عند الآخرين , وكثيراً ما يتزوج من امرأة دونه مستوى كي يظل محتفظاً بدور السيد المطلق
وإذا أساء الاختيار وشعر أن زوجته تنافسه في العرش بدا تعيساً مُعكر المزاج . من الطريف أن لا ينجب رجل برج الأسد العديد من الأولاد مع أنه والد عطوف كثير الرعاية لأبنائه . شخصية هذا الإنسان إجمالاً مُحيّرة , فجميع الذين يتعاملون معه يجدون أنفسهم أمام سلسلة من التساؤلات : " هل هو حقاً معطاء أم أنه رجل أناني لا يُحب سوى نفسه ؟ هل عنده صفات الزعامة أم يتظاهر بأنه يملكها ؟ هل هو اجتماعي كما يدّعي ؟ " . شيء واحد على الأقل موجود عنده ولا يستطيع أحد إنكاره وهو كفاءته في الحب والأعمال . أخيراً عقدة رجل برج الأسد الخوف . . . الخوف من الفشل ومن سخرية الناس . إذا لقي التشجيع اللازم عاد لا يرهب شيئاً . العيش إلى جانبه متعة إذا تمكنت المرأة من إنكار ذاتها واحترامه في آن واحد
الرجل الثور
لا نكون مخطئين إذا استـنـتجنا مما ذكرناه في صفاته العامة وطفولته أن رجل برج الثور حريص رزين قليل الحركة بطيء التفكير
لكن الخطأ كله أن نعتقد أنه بارد الشعور عديم العاطفة كما يتصوره البعض . أمر لا يُصدق ولكنه الواقع : هذا الإنسان القوي الضخم يُسيره كوكب السلام والحب المعروف باسـم فينوس أو الزهرة . من النادر أن يقع في الحب من أول نظرة , أو أن ينغمس فيه حتى أذنيه بالسرعة التي اشتهر بها البعض . لكنه متى استقر رأيه وتأكدت له حقيقة شعوره اندفع نحو مصدر إلهامه وحبه بكامل ما يملك من قوة وحيلة ووسائل . وهو في هذا المضمار لا يعرف الكلل والملل . يدأب مثلا على إرسال الأزهار إلى الحبيبة يوميا . يستعين على صدها ودلالها بالشعر أو الغناء أو العزف أو الرسم أو أي ملكة أخرى يتمتع بها
وبما أنه شهواني الطبع يطري مفاتـنها الجسدية كنعومة جلدها أو جمال شعرها أو شذى عطرها . قد لا يكون أسلوبه في التعبير رفيعا وشاعريا إلى الدرجة التي يُجيدها البعض ولكنه يعرف حتما كيف يُلين قلبها في النهاية بفضل التكرار والمثابرة . ويطغي عليه عامل التناقض في جميع تصرفاته وتحركاته . مثلا قد يُهدي حبيبته يوما معطف فراء باهظ الثمن , وتمر الأيام تلو الأيام دون أن يُقدم لها شيء , ثم فجأة يشتري لها باقة بنفسج متواضعة من بائعة عجوز ينقدها أضعاف الثمن لا لسبب سوى أنها تـُذكره بأمه .
يُضاف إلى هذا أن وسائل التعبير عنده متعددة متلونة . يلجأ تارة إلى أرقى الفنادق والمطاعم , وأخرى تكفيه نزهة في الغابة أو سباق في ضوء القمر . كثيرا ما يعتمد على الموسيقى والأغاني لشرح مشاعره , ولا يُستبعد أن يختار أغنية أو لحنا معينا يرمز به إلى مكانة الحبيبة عنده . إلى جانب ذلك نجده واقعيا قليل الأحلام لا يستعمل لغة الأوهام كغيره من المحبين . فبدلا من أن " يقطف لحبيبته النجوم والقمر وينقلها على بساط الريح إلى جزيرة بعيدة لا تضم سواها " , وبدلا من كر الكلام والأحلام يأتي إليها حاملا بيده خريطة منزل من حجر وإسمنت حقيقي . إذا وعد وفى وإذا أقدم على مشروع حققه من حسابه الخاص لا بالدين أو الرهن أو غير ذلك . وهو أيضا مخطط بارع , يسخر حاضره لغده , كالسنجاب النشيط الذي يجمع في الصيف غذاء الشتاء .
لا نستطيع القول أن حياة المرأة مع هذا الإنسان سعادة مستمرة , وخصوصا إذا ظهر منها ما لا يقره . من الأشياء التي يبغضها فيها الصراخ والعنف والتحدي . ومع أنه يُقدر الذكاء إلا أنه يُفضل عليه المنطق والرجاحة . من الخير لزوجة مولود برج الثور أن تتصرف بصورة لائقة في الأماكن العامة وإلا واجهها أحد احتمالين : إما أن يرد بعنف يصل إلى حد الصفع واللكم أو يتظاهر بالإهــمال والاحتــــقار , وفي كلا الموقفين ما يُربك الزوجة ويُخجلها دون ريب , ومن الأفضل لها أن تصون كرامتها في البداية .
من ناحية أخرى يهوى رجل برج الثور الريف والطبيعة والأزهار والنزهات الطويلة وكرة القدم وصيد الأسماك والتخيـيم في الهواء الطلق , كما يحب المطالعة ويُفضل الأبطال والناجحين على القصص البوليسية المعقدة أو المواضيع الفلسفية العميقة . ومع أنه يرتاد المطاعم والفنادق إلا أنه يُفضل طعام البيت ويتمنى أن تـُجيد زوجته الطهو ولو اضطرت إلى تعلمه من كتاب أو صديقة
ذلك لا يعني أنه يريدها طاهية لا غير , والبرهان على ذلك دعواته المتكررة وإغداقه الثياب والحلي عليها وكل ما من شأنه أن يُظهرها بالمظهر اللائق.
يقوم رجل برج الثور بدور الوالد على أفضل وجه . فهو يعتز بأبنائه الذين يحملون اسم العائلة , ويخص بناته بالعطف والدلال . وهو صبور طويل البال لا يُسيئه مثلا أن يتعلم أولاده ببطء ما داموا مستمرين في التقدم . ومن الصفات التي يسعى لتنميتها فيهم الاعتدال والطموح والمحافظة على المال والأملاك . وهو فوق ذلك سخي لا يبخل عليهم شيء , ولكنه لا يتردد في تأديبهم متى دعت الحاجة إلى ذلك . وبما أن رجل برج الثور دؤوب كثير العمل فإنه يحتاج إلى الراحة بين الحين والآخر , فإذا لم يجدها أصبح قلقا عصبي المزاج . يسيئه جدا أن يتهمه البعض – وخصوصا زوجته – بالكسل . إنه بطيء ولكن غير كسول . والزوجة الفطنة هي التي تدرك الفرق بين الظاهرتين . من ناحية أخرى إذا أرادت حقا إسعاده وإرضاءه عليها أن تخصه بمقعد وثير يؤمن له الراحة والاسترخاء , وأن تحيطه بجو ساكن تتخلله الموسيقى الخفيفة , وأن تغطي جسمه في أوقات البرد بغطاء صوفي ناعم لأن من طبع هذا الإنسان حب الأشياء ذات الملمس الناعم .
إذا تأمنت جميع هذه الشروط لرجل برج الثور أصبح من خيرة الأزواج إن لم يكن أفضلهم . يكفي أنه في حالات الشكر والامتنان يغض الطرف عن أخطاء كثيرة ينتقدها الرجال الآخرون في المرأة عادة .
الرجل العذراء
لم يُخلق حتماً للمرأة العاطفية المتعطشة أبداً إلى عبارات الوجد والهيام , وإذا قـُدر لهذه المرأة أن تقع في حب رجل من هذا النوع فلا بد من أن تتحوّل نارها يوماً إلى صقيع بسبب برود مظهره ونظرته المادية وفكره البعيد عن الوهم والخيال
لكن واقعيته هذه أكثر ما تتناول حياته الفكرية وليس مستحيلا ً بالتالي جره إلى العلاقة الطبيعية التي تنشأ عادة بين الرجل والمرأة . إلا أنه في الحب لا يُشبه رميو جوليـيت ولا قيس ليلى لجهله فن البكاء والتحرق واللوعة , ولتفضيله وسائل التعبير الأقرب إلى الحياة العملية كحسن المعاملة والرعاية والإخلاص . يبدو هذا الرجل أول وهلة كأنه صُنع من الفولاذ والثلج في آن واحد , ومع ذلك هناك وسائل تساعد على غزو قلبه المنيع , إلا أنها غير الغنج والملاحقة والعداء والإصرار وجميع الطرق الأخرى التي تسلكها المرأة عادة في الحب . تدور الأمور التي يهتم بها الرجل الذي ينتمي إلى برج العذراء حول نوع الحب لا كميته , لذلك قلما يقع فيه
وإذا وقع بصورة جادة سرعان ما ينكشف له حظه العاثر في هذا الميدان فيحاول دفن عذابه في عمله , ويزداد بُعده عن الناس , ويُضاعف الحيطة والحذر كي لا يقع مرة أخرى . إن سلاح المرأة مع هذا الرجل الصبر والتأني والحذر . هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى لتعلم أن الطهارة شيء مقدس في نظره وأن حياة العزوبة ليست ثـقيلة عليه كما يعتقد . فإذا وضع القدر بعض العراقيل على طريق زواجه حاد عنه وبقي عازباً عن قناعة ورضى . يتمتع في الوقت ذاته بسحر خفي لا يوصف . لا أحد يعلم بالضبط كيف ومتى ينجذب نحوه الآخرون ولكن الجميع يعلمون أن أكثر القلوب مناعة يهوي تحت ضغط جاذبيته الشديدة . وتـنطوي شخصيته على الفكر الحاد والمادة الصلبة . وبما أنه متواضع ومحب للتحليل والاختبار في الوقت نفسه يصعب عليه إقامة علاقات جسدية بحتة , فهو مترفع حتى في القضايا الجنسية , والحب عنده أقرب إلى الطهر منه إلى الشهوة . كل ذلك بالإضافة إلى أن ميله إلى النقد يجعله يواصل البحث طويلا ً قبل أن يجد فتاة أحلامه . وبكلام آخر إن تحريك هذا الإنسان على الصعيد العاطفي وحده صعب إن لم يكن مستحيلا ً وخصوصاً لأن في وسعه العيش وحيداً طوال حياته دون أن يشعر بأي حنين إلى شريكة العمر التقليدية . بعض مواليد برج العذراء يقيمون العلاقات الجنسية المحضة من باب الفضول فقط , ولكي يُثبتوا لأنفسهم أنهم كاملوا الرجولة , لكن ما أن يتأكد لهم الأمر حتى يقطعوا كل علاقة من هذا النوع ويتحولوا إلى ما هو أسمى وأجدى
أما في الحب الحقيقي فكل مواليد برج العذراء تقريباً صادقون أوفياء لا يسعون لتبديل أو تغيير . من الحسنات التي اشتهروا بها في الزواج اهتمامهم بأبسط الأشياء إرضاءً لزوجاتهم , وبذل كل الجهود لإزالة العقبات من طريقهن والحفاظ على الروابط العائلية ما دامت لا توجد أسباب وجيهة تدعو إلى عكس ذلك . ومع أنهم ليسوا شديدي الغيرة إلا أن العزة والكرامة تقودانهم أحياناً إلى الطلاق
يُفضل مولود برج العذراء المرأة التي تعني ببيتها ومطبخها ونظافة أولادها . لا يهمه كثيراً أن يُرزق أولاداً , لكن إذا ما جاءوا أحسن رعايتهم وتربيتهم وبث فيهم الخلق الرفيع والفكر السامي والمواطنة الصحيحة , وهم بدورهم يأخذون عنه حب الثـقافة واحترام العلم والآداب . لكن يُخشى أن يقوم بين هذا الرجل وبين أولاده مع الوقت جدار من البرود والجفاء لا لسبب سوى تردده في إظهار الحب والحنان . مهما تكن عيوب هذا الرجل يبقى عنده من الحسنات والقيم ما يكفي لكي يشعر جميع نساء العالم بالغيرة والحسد تجاه الزوجة التي اصطفتها فكره وقلبه .
الرجل الحوت
يمرّ الحظ أحياناً بقرب الرجل – الحوت فيجده يحلم أو يتأمل نجماً يلمع في أديم السماء . يتركه مُسرعاً في اتجاه أشخاص آخريـن دون أن يدرك صاحب الحلم أنه فوّت على نفسه فرصة نجاح حقيقي . هل يُسمى ذلك ضعفاً أم فشلا ً ؟ لا هذا ولا ذاك , لأن في استطاعة هذا الرجل – لو أراد السعي وراء الرزق – الوصول إلى أعلى قمم النجاح بفضل حدسه الموروث عن الإله نبتون
من أبرز مظاهر شخصية رجل برج الحوت الفضول الخالي من سوء النية أو الدهشة أو المقاضاة لسلوك الغير . إنـّه يُـثرثر أحياناً قبل أن يُفكر فيكشف عن بعض الأسرار المتعلقة بغيره دون قصد ولكنه يرفض بالمقابل البوح بشيء مهما تكن الدوافع والظروف إذا طـُلب منه الكتمان . وهو يتكلم بتؤدة ويفكر بهدوء ويحاول عدم التدخل فيما لا يعنيه ولكن مشاكل الغير تلاحقه على الرغم منه . وقد يكون السبب موهبة الإصغاء عنده وقدرته على امتصاص الآلام والأحزان كأنها ملكه الخاص . يجب على أصدقائه وأقاربه أن يُراعوا صحته فلا يُحمّـلوه أكثر مما يستطيع وأن يتـفهمّوا حاجته إلى الراحة والصمت والعزلة لاستعادة ما فقد في سبيلهم من نشاط وحيوية . هذا الرجل إنسان خجول حساس يُجرَح بسرعة ويتطلب من الآخرين الإعجاب والتـشجيع لاعتقاده أنه محدود الكفاءة . ومع ذلك يتمتع بقابلية عظيمة لليوغا والسحر والفلك والتقمص والعلوم الباطنية الأخرى
في استطاعته قراءة الأفكار , ومعرفة ما سيحدث , والتـظاهر بعكس ما يضمر في بعض الأحيان . وهو بامتلاكه بعض الأسرار يشعر بالراحة والطمأنينة . يتوقع هذا الرجل من المرأة التي يُحبها الإخلاص والوفاء التامين , وفي الوقت ذاته يرفض التخلــّي عن أصدقائه العديديـن من الجنسين الذيـن يقوم بخدمتهم بجميع الوسائل وفي جميع الأوقات الأمر الذي يُـثير غيرة امرأته ونقمتها على الرغم منها . إنه كثير الإعجاب بالجمال , لا يتردد في ملاحقة النساء بنظراته المعبّرة عن إحساسه وشعوره ولو نتج عن ذلك سوء تفاهم بينه وبين من يحبّ . ويمر رجل برج الحوت في فترة قلق وكآبة لا يعرف مصدرهما فيضطر إلى الانزواء في انتظار أن يأتيه اقتراح من زوجته يُبدّل مزاجه المُتعكر . ثم إنه مُبذر لا يستطيع التوفير إلا مع مرور الوقت وبمساعدة زوجته التي تستطيع أن تكون المثـل الأعلى في هذا المضمار . يجد الأولاد في هذا الرجل أكثر من أب
إنه الصديق الذي يُرافق أولاده إلى النزهات والرحلات البحرية ويُعلمهم أصول السباحة والتجديف واليوغا وغيرها , والمربّي الطيب القلب الليـّن العريكة الذي يُصغي إلى المشاكل والمآسي بكل جوارحه . أما التصلب والقسوة فلا يُجيدهما ولا يُريد أن يستعملهما , ويُفضل أن يبقيا من اختصاص زوجته . يقبل هذا الإنسان التخلي عن أي شيء ما عدا أحلامه التي هي بمثابة روحه . فإذا أرادت زوجته أن تحتـفظ بحبه إلى الأبد , وأن تحول دون هدم سعادتهما معاً , عليها ألا تسخر من هذه الأحلام بأي صورة من الصور . في استطاعتها – عوضاً عن ذلك – أن تـُشجعه على تحويلها كلها أو جزءاً منها إلى واقع بناء وإيجابي .
..... يتبع
..