حروق لن تشفى \/--\/ ابداع قلم 1

عضو نشط عدد الرسائل : 21 تاريخ التسجيل : 11/11/2006

بسم الله الرحمن الرحيم

حروق لن تشفى

مازالت تلك النيران تحرقني .... وما زلت أشتم رائحة دخانها في جسدي .... ليتني لم أحضر يومها .... فذلك يوم لن أنساه .... ولن تتوقف عيني عن البكاء حتى تجف تلك الدموع....

استعددت للرحيل جهّزت حقائبي وجمعت أمتعتي ، كل ما أريده الآن أن أعود لحبيبتي ، مضت تلك السنين وأنا أزداد يوما بيوم لهفة وشوق للقائها، والآن آن الأوان لأن أعود .... آن الأوان لأن أبحر معها من جديد في رحلة حبنا التي لن تنتهي ....

حقا لقد اشتقت لحضنها الدافي وقلبها الوافي .... اشتقت لصوتها العذب وكلامها الرطب .... أتذكر حينما كنت ألقي بنفسي في أحضانها تمسح بيدها على رأسي وتقبل جبيني وتغني لي ، لأقوم وأعانقها والفرحة تغمرني ، آه على تلك الأيام ما أجملها.....

أمي الحبيبة... لن يطول الانتظار بعد الآن...، آه كم أنا مشتاق إليها .... كم أنا مشتاق لحبها وحنانها الذي لا ينتهي ها أنا عائد إليها الآن بعد غربة طويلة أحمل بيدي ما سافرت من أجله، أحمل بيدي تلك الشهادة التي سلبتني متعة العيش في أحضانها والحصول على حنانها ، ولكن كان هذا قرارها وأنا لم أعص أمرها ، تلك الشهادة التي لولاها لما كنت لأحملها الآن، فمنذ وفاة والدي حملت على عاتقها حملا كبيرا وجعلتني أصل لما حلمنا به جميعا وها أن آتٍ إليها لأكون بجانبها إلى الأبد وأحقق أحلامي وأحلامها معا جنبا إلى جنب ويدا بيد....

المسافة كانت طويلة وأنا لم أعد أطيق الانتظار ، لكن قلبي سبقني إلى هناك وسبقني عقلي الذي لم يتوقف للحظة عن التفكير بها وبمشهد اللقاء بعد هذا الفراق الطويل، كنت أعد الثواني ثانية بثانية ، متى سأصل... متى سألقي بنفسي وأقبل قدمها الطاهرة ، الغربة هدتني وأثقلتني بالجراح لكني كنت حينها على يقين بأن كل همومي ستتلاشى بمجرد أن أرى ثغرها الباسم من بعيد.

وصلت الحدود هرعت وتناولت حقائبي وبدأت أنظر يمنة ويسرة علِّي أراها ، ولكن على ما يبدو أنها لم تحضر والأغلب أنها مشغولة بأمر ما وإلا لما كانت تأخرت ثانية واحدة .

أوقفت سيارة وطلبت منها أن توصلني للحي الذي تعيش به والدتي العزيزة، وطوال الطريق وأنا أتخيلها أمامي تلك الابتسامة الرائعة وذلك الوجه المشع بالنور... كلامها .... حنانها ....حتى طعامها اللذيذ الذي لم أتناوله من سنين، شريط من الذكريات الجميلة الذي كنت استعرضه طوال طريقي إليها.

وعندما وصلت الحي قفزت من السيارة تناولت الحقائب وأخذت أركض باتجاه منزلنا الصغير، ولكن.....؟؟!!

رأيت الكثير من الأشخاص والجيران الذين يتجمعون حول المنزل والنار تلتهمه من كل جانب، ودخان كثيف

متصاعد هنا وهناك ، سقطت الحقائب من يدي ... وأخذت أقترب ببطء شديد.... دماغي متوقف عن التفكير... لا أعرف ما الذي يحصل ، ولما رآني بعض الجيران الذين يعرفونني أخذوا يسحبونني بعيدا ويخبروني بأن لا أقلق وأن كل شيء سيكون على ما يرام ....

حينها شعرت أن مصيبة كبيرة قد حدثت لأمي ، فصرخت بهم وهرعت للمنزل الذي لم يستطع أحد دخوله أو

الاقتراب منه لشدة النيران المشتعلة بالمكان، قفزت من النافذة وبدأت أصرخ أمي ... أمي ، فإذا بيدها أو ما يشبه يدها من بعيد تؤشر لي وهي ملقاة على الأرض والنيران قد أذابت جزء كبير من جسدها ، فاليد لم تعد يد والوجه قد اختفت ملامحه ، لم أكن أعرف ماذا سأفعل حينها سوى أني ألقيت بنفسي على جسدها محاولا إخماد تلك النيران التي تلتهم أطرافها،حينا شعرت بشعور غريب شعرت بنبض قلبها في جسدي شعرت بحبها وشوقها لي يدخل إلى جسدي بقوه بحيث أن أطرافي بدأت تذوب وأنا لا أشعر سوى بنبضات ذلك القلب يضخ في جسدي كل ما هو جميل ذكرياتنا الجميلة .... أحلامنا العظيمة .... حبنا الأبدي.... أمي لم تعد سوى جثة هامده لم تبق منها النيران حتى الملامح...

بعدها لم أعرف ما الذي حصل سوى أنني نهضت على نفسي بالمستشفى ، وبعد أن تعافيت تقريبا من حروقي الجسدية وليس حروقي الداخلية التي لن تشفى أبدا ذهبت لألقي نظرة للمنزل المحترق، ثم أدرت ظهري وقررت السفر من جديد لأبني حياتي الأسرية من جديد... ولكن لا حياة بدونك أمي.

الله يعطيك العافيه على هالجهد

والله ما في بعد الام في هالدنيا

بس يا ريت شباب وبنات اليوم يقدرو هالشي ويعرفو قيمة الام

يعطيك العافيه اخي رماد الحب على القصه المؤثره

ومثل ما قالت اختي ندى الياسمين الام مابتتعوض

بس ياريت الشباب يدركوا هذا الشي

عضو نشط عدد الرسائل : 23 تاريخ التسجيل : 09/04/2007